حين يخطئ الحريري التقدير: المناصفة خط أحمر
علم “أحوال” أنّ موقف التيار الوطني الحر فيما يخص الوزيرين المسيحيين في حصة المستقبل والاشتراكي كان يمكن أن يكون أكثر حدّة من الموقف المعلن بكثير، لا سيّما وأنّ المناصفة دفع ثمنها حرباً أهلية والكثير جداً من الدماء. ولا شكّ أنّ موقف التيار بهذا الشأن كان سيلقى تضامناً أكبر بكثير من موقفه بشأن الثلث الضامن أو المعطل إلّا أنّ قيادة التيار آثرت عدم التصعيد وعدم تحويلها إلى معركة طائفية، ومحاولة إيجاد تفاهم سريع ومنطقي بشأنها دون صخب إعلاميّ، خصوصاً أنّ للظرف المعيشي الحاليّ أولويته المطلقة.
وتؤكد مصادر التيار في هذا السياق أنّ كل ما تطلبه بهذا الشأن هو مراجعة شكلية للمرجعيات سواء الدينية أو السياسية بشأن الوزراء المقترحين للتأكيد الشكليّ أيضاً على احترام المناصفة، إلّا أنّ تيار المستقبل يرفض احترام المناصفة ولو بالشكل. وهو يفترض أن بعض المنتقدين للطائفية حين يصل الموضوع إلى حقوق المسيحيين حصراً يمكن أن يربحوه هذه المعركة، إلّا أنّ عناده بهذا الشأن سيثبت له قبل غيره أنّه يخطئ جداً في التقدير، خصوصاً أنّ جميع المرجعيات المسيحية أبلغت رئاسة الجمهورية تمسّكها بالمناصفة ورفض المثالثة، وهو موقف السفارات الكبرى أيضاً وغالبية الأفرقا ء المحليين.